من يربح سباق الذكاء الصناعي؟
من يملك الطاقة… يملك المستقبل
في عالم الذكاء الصناعي، الجميع يتحدث عن الشرائح، المعالجات، وسباق تصنيع أقوى رقائق. لكن الحقيقة الصادمة هي أن معركة الذكاء الصناعي لم تعد تُحسم في مصانع الشرائح… بل في محطات الطاقة.
تقرير “فايننشال تايمز” كشف نقطة محورية تغيّر قواعد اللعبة:
مستقبل الذكاء الصناعي سيفوز به من يملك أرخص وأكبر قدرة كهربائية… لا من يملك أقوى شريحة.
تعالوا نحلل التقرير، ونرى كيف ممكن الصين تخرج منتصرة في سباق الذكاء الصناعي؟
1. لماذا تحذير جينسن هوانغ مهم؟
قد يظن البعض أن تصريحات مؤسس NVIDIA مجرد محاولة لخدمة مصالح شركته، لكن ما قاله أعمق بكثير.
الرجل يرى أن الصين قد تتقدم في سباق الذكاء الصناعي، ليس لأنها تملك شرائح أفضل، بل لأنها تملك شيئًا أهم:
طاقة رخيصة… بكميات هائلة.
2. الذكاء الصناعي أصبح محدودًا بالطاقة وليس بالرقائق
الأرقام مرعبة:
تدريب نموذج بحجم GPT-4 يستهلك ما يكفي لتشغيل 35 ألف منزل أمريكي سنويًا.
استهلاك مراكز البيانات قد يتضاعف قبل 2030.
وبحلول 2040 قد تصل إلى 1,800 تيراواط ساعة — طاقة تكفي لتشغيل 150 مليون منزل.
المشكلة ليست نقص الشرائح… بل نقص الكهرباء.
3. الصين تبني أكبر “محرك طاقة” في العالم
الصين تضيف قدرات كهربائية متجددة بوتيرة لا يقترب منها أحد:
356 غيغاواط من الطاقة المتجددة خلال عام واحد.
وحدها الطاقة الشمسية أضافت 277 غيغاواط — أكثر من كامل إنتاج أمريكا الجديد.
خطوط نقل فائقة الجهد تربط الداخل الساحلي بمصانع التقنية.
والأهم:
الحكومة تدعم أسعار الكهرباء مباشرة لشركات التقنية… ما يجعل تدريب النماذج أرخص بكثير حتى على شرائح أقل كفاءة مثل Huawei Ascend.
4. أمريكا تواجه العكس تمامًا
الولايات المتحدة تمر بأزمة طاقة صامتة:
أسعار الكهرباء قرب مراكز البيانات ارتفعت حتى 267% خلال 5 سنوات.
استثمارات الطاقة المتجددة تتراجع.
إنهاء الدعم الفيدرالي أبطأ النمو في طاقة الرياح والشمس.
الطلب على الحوسبة ينمو أسرع بكثير من نمو الطاقة المتاحة.
النتيجة؟
الطاقة أصبحت القيد الحقيقي أمام تقدم الذكاء الصناعي الأمريكي.
5. تفوق الشرائح لم يعد كافيًا
نعم، شرائح NVIDIA تتفوق على نظيراتها الصينية.
لكن:
أداء الشرائح يتحسن بنسبة صغيرة سنويًا.
بينما الطاقة المتاحة في الصين تنمو بمعدلات مزدوجة.
ومعادلة المنافسة بدأت تميل لمن يملك “ساعات تدريب أكثر” وليس “شرائح أقوى”.
من يملك كهرباء أكثر… يدرب نماذج أذكى.
6. القوة الكبرى القادمة ليست سيليكون… بل كهرباء
تاريخيًا:
بريطانيا سيطرت لأنها امتلكت الفحم.
أمريكا سيطرت لأنها امتلكت النفط والقدرة الهيدروكهربائية.
واليوم…
الذكاء الصناعي سيصنعه من يملك أكبر شبكة كهربائية رخيصة في العالم.
والصين تتحرك بسرعة لا ينافسها أحد.
الحاصل
معركة الذكاء الصناعي العالمية خرجت من المختبرات ودخلت محطات الطاقة.
التفوق لن يُحسم فقط عند NVIDIA أو Huawei… بل عند من يملك القدرة على تشغيل أكبر عدد من مراكز البيانات بأقل تكلفة.
وبحسب الأرقام الحالية… الصين تبني “محرك الذكاء الصناعي” الأكبر على الكوكب.


