GINEUS ACT
هل تستخدم أمريكا الكريبتو لتذويب ديونها البالغة 37 تريليون دولار؟
بينما يتحدث العالم عن الذهب واليوان والعملات الرقمية للبنوك المركزية، كانت واشنطن تعمل في الخلف على قانون جديد: GINEUS Act.
قانون يبدو تقنيًا في ظاهره… لكنه في الحقيقة قد يكون أكبر تحول نقدي منذ 1971.
لماذا؟
لأن هذا القانون يفتح الباب أمام أمريكا لتمويل عجزها التجاري والمالي عبر Stablecoins مدعومة بسندات الخزانة — بطريقة أذكى وأهدأ من طباعة الدولار التقليدية.
وهذا بالضبط ما جعل مستشار بوتين يحذر من
“مخطط أمريكي لاستخدام الكريبتو لتخفيف ديونها على حساب العالم”.
دعني أشرحها لك ببساطة وبحجمها الحقيقي.
أولًا: كيف يعمل GINEUS Act؟
(ميكانيكية تمويل العجز عبر Stablecoins)
الفكرة الأساسية في القانون هي:
السماح فقط لمصدّرين “موافق عليهم من قِبَل هيئة أمريكية” بإصدار Stablecoins مثل USDC وUSDT — لكن بنسخة أمريكية رسمية، مدعومة بـ:
✅ سندات خزانة
✅ ودائع بالدولار
✅ ديون حكومية قصيرة الأجل
بمعنى آخر:
كل Stablecoin جديد يعني شراء المزيد من سندات الخزانة.
وهنا تحدث المعجزة المالية:
كل دولار رقمي يتم استخدامه عالميًا = تمويل مجاني للعجز الأمريكي دون إصدار دولارات جديدة محليًا.
مثال بسيط:
حين يستخدم العالم USDC في التجارة
الاحتياطي يكون في صورة سندات أمريكية
وبالتالي يرتفع الطلب على السندات
وبالتالي ينخفض العائد
وبالتالي تتمكن الحكومة من تمويل عجزها بتكلفة أقل
هذا ليس “إصدار عملة جديدة”، بل توسيع الدولارية نفسها خارج الحدود.
وهذا ما تسعى إليه واشنطن منذ سنوات:
تصدير الدولار… وتصدير التضخم معه… وتوزيع تكلفة الدين على العالم كله.
ثانيًا: لماذا حذّر المستشار الروسي من هذا القانون؟
(خطر “السحابة المالية” التي تبتلع العالم)
مستشار بوتين قالها صراحة:
“أمريكا تريد دفع العالم إلى سحابة كريبتو مُدارة منها… ثم تخفيض ديونها داخل هذه السحابة.”
ماذا يقصد؟
1) التضخم سيصبح عالميًا وليس أمريكيًا فقط
أي انخفاض في قيمة الدولار أو السندات سيؤثر على:
من يستخدم USDC
من يحفظ المدخرات في الدولار الرقمي
من يتعامل في التجارة عبر stablecoins
بمعنى آخر:
أمريكا ستوزّع خسائرها على عشرات الدول دون أن تطبع دولارًا واحدًا داخل نظامها المحلي.
2) Stablecoins تمنح أمريكا سيطرة سياسية بلا تكلفة
عكس الدولار التقليدي:
لا يحتاج إلى بنوك مراسلة
لا يحتاج SWIFT
لا يحتاج تدخلًا مباشرًا من الفيدرالي
مجرد “أكواد” تتنقل عبر بلوكشين لكنها مدعومة بسندات خزانة.
وهذا يعني أن أمريكا ستحكم النظام المالي الجديد لكن “من خلف الستار”.
الدول تخاف من هذا النموذج لأنه:
غير قابل للتدقيق بالكامل
قابل للتجميد
تابع لقانون أمريكي
قابل لتغيير القواعد في أي لحظة (كما حدث مع الذهب في 1971)
لهذا السبب تتجه الصين وروسيا والهند إلى شراء الذهب بكثافة.
ثالثًا: ماذا يعني هذا للمستثمر؟
(من سيستفيد… ومن سيتضرر؟)
✅ 1) Stablecoins ستصبح جزءًا أساسيًا من السيولة العالمية
وهذا يعني:
توسّع استخدام USDC/USDT
زيادة الطلب على سندات الخزانة
قوة مستمرة للدولار على المدى المتوسط
✅ 2) الذهب والبيتكوين سيستفيدان على المدى الطويل
لماذا؟
لأن توسّع Stablecoins يعني توسّع القاعدة النقدية للدولار، وهذا يعني:
تضخم أعلى
انخفاض القوة الشرائية
زيادة الطلب على الأصول النادرة
✅ 3) الدولار لن ينهار… لكنه سيتحوّل
نحن لن نرى انهيارًا للدولار كما يتوقع البعض، بل:
دولار ورقي في الداخل
دولارات رقمية في الخارج
نظام مالي أمريكي يعمل على البلوكشين دون أن يكون “عملة رقمية للبنك المركزي”.
وهذا أذكى بكثير من CBDC مباشرة.
✅ 4) أسهم التكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية ستصبح المستفيد الأكبر
لأن النظام المالي الجديد يحتاج:
شبكات
سحابة
أمن سيبراني
بلوكشين مؤسسي
نظم دفع رقمية
الخلاصة:
GINEUS Act ليس “قانون تنظيم كريبتو”…
بل خطوة استراتيجية لإعادة تدوير النفوذ الأمريكي عالميًا.
يُموّل العجز دون إصدار دولار محلي
يفرض الدولار الرقمي عالميًا
ينقل جزءًا من التضخم إلى الخارج
يربط العالم بسندات الخزانة
ويُعيد تشكيل النظام المالي… لكن بواجهة “خاصة” لا حكومية
ولهذا حذّر الروس.
ولهذا يدعم الغرب هذا القانون بشدة.
ولهذا يجب على المستثمر فهم الصورة كاملة.


